search
burger-bars
Share

أعاني في السجن لم يكن سبب دخولي السّجن خطأً أنا من ارتكبه، إنّما هو والدي، الذي استدان باسمي وأجبرني على توقيع الشّيكات،

  1.  وما الذي حدث؟ لم يتمكّن من سدادها، وهكذا قُبض عليّ. عليّ أن أقضي هنا في السّجن خمس سنوات لذنب لم أرتكبه، لكن ليست هذه هي القضيّة، القضيّة هي أنّ والدي تزوّج من فتاة صغيرة السّنّ بالنّقود التي استدانها واليوم لم أعد أنا من يعاني فقط، بل والدتي أيضاً، أنا أشعر بالذّنب لأنّي ساعدت والدي وأشعر بالذّنب لأنّه بسببي كلّ يوم تتألّم والدتي على غيابي وعلى خيانة أبي لها. ما الحلّ؟

    عزيزي الفاضل
    دعني أوّلاً أعبّر عن شديد تجاوبي وتعاطفي مع مشكلتك الكبيرة ....
    الرّبّ يُعينك فيما أنت فيه، وبعد،
    اسمح لي أن أُلخّص مشاركتي لك برأيي في نقاط مُحدّدة كما يلي:
    _ للحقّ أقول في البداية دون أن يُغضبك ذلك منّي، أنّك مسؤول لحدّ ما عمّا حدث، فما كان يجب أبداً أيّاً كان نوع الضّغط من الوالد أن ترضخ لمثل هذا المطلب القاسي وغير العادل.
    _ لا معنى لأن نبكي الآن على ما حدث، فما حدث قد حدث ولن يكون بمقدورنا ـ بأيّ حال من الأحوال ـ أن نرجع عنه أو نُعفي أنفسنا منه. لذلك، أشجّعك ألّا تستسلم أبداً لمشاعر الحُزن والقنوط والشَّفَقة على النَّفْس لأنّها ستزيد المشكلة تعقيداً والألم شدّةً، بل أنا أرى أنّك تحتاج للعكس من ذلك، أنت تحتاج أن تكون إيجابيّاً قويّاً ثابتاً ورابط الجأش حتّى لا ينال الحزن منك أكثر، فيكسرك ويقضي على البقيّة الباقية من مقاومتك لأنّ: "الهَمّ في قلب الرَّجُل يكسره".
    _ نحن لا نتحمّل وِزر غيرنا، هذا هو القانون الطّبيعي كما تعلم. وأنا هنا لا أتحدّث عن سجنك، فلقد قلت لك بأنّك تتحمّل جزء من المسؤوليّة فيه. لكنّي أتكلّم الآن عن تعذيبك لنفسك بسبب معاناة والدتك العزيزة لأجل أمر زواج الوالد من فتاة صغيرة. أنت بهذه الطّريقة صديقي لا تُساعدها ولا تُساعد نفسك، فهذا أيضاً لن يُغيّر من واقع الأمر شيئاً. فاعْفِ نفسك من عبء إضافي أنت تحمّله لنفسك من دون أيّ دور لك فيه، أنت لم تُساعد والدك ليعمل ما عمله، وتأكّد أنّ الوالد كان سيتصرّف بهذه الأموال بهذه الطّريقة أو بأيّ طريقة أُخرى!. لذا، أشير عليك أن تُصلّي للوالدة العزيزة ليُعطيها الله دفئاً
    وسلاماً وتعويضاً بدلاً من الحزن والهمّ.
    _ أريدك أن تُصلي لأجل خلاص نفسك. إنّ اقترابك من الله في ظروف كهذه هو الحل الوحيد للمعونة. إن الله قريب منك وهو مستعدٌّ أن يُبرىء جراح الماضي فادعوه وهو سيستجيب لك.
    _ أريدك أن تُصلّي لأجل والدك ولأجل كلّ من هم حولك، حتّى يُسامح الرّبّ ويغفر ويشفي كلّ جُرح. ولتبدأ أنت مع الله بداية جديدة واثقة وأمينة. والرّبّ معك

 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone