يؤمن المسيحيّون بأنّ الكتاب المقدّس هو كلمة الله، أوحى بتدوينه لأنبيائه ورُسُله ورجالٍ أتقياء، فدوّنوه بكلّ طاعة وأمانة مُنقادين بروح الله.
استمرّت عمليّة تدوين الكتاب المقدّس على مدى 1600 عام تقريباً. وقد اشترك في تدوين الكتاب المقدّس، بعَهدَيه القديم والجديد (الإنجيل)، أشخاص اصطفاهم الله من بين فئات أو طبقات مختلفة من النّاس، منهم النّبي والملك والقائد والطّبيب والصّيّاد، وذلك في فترات زمنيّة متباعدة.
الكتاب المقدّس
هو مصدر الإيمان المسيحي، ففيه نعرف فكر الله نحو البشر. يخبرنا الكتاب المقدّس برسالة محبّة الله للعالم أجمع، وكذلك نعرف فيه حالة الإنسان العاصية والتي تستحقّ العقاب الإلهي، وأيضاً حقيقة الفداء العظيم بواسطة المخلّص يسوع المسيح. وقد أكّد الله نفسه على مصدر الكتاب المقدّس وأهميّته للبشر، بقوله على فم بولس الرّسول في رسالته الثّانية إلى تيموثاوس 3: 16 و17 . ولأنّ الكتاب المقدّس هو كلمة الله، نعلنها بكلّ ثقة وإيمان أنّه يمكن الاعتماد عليه في معرفة الله بالقدر الذي أرادنا الله أن نعرفه عنه، وفهم مشيئته ومعرفة مقاصده من جهة الإنسان ومصيره في هذه الحياة وبعد انتقاله منها. كما، نثق بوعود الله الأمينة الصّادقة ونبوءاته المُعلَنة لنا على صفحات الكتاب المقدّس بخصوص الكَون، وبشكل خاصّ عالمنا الأرضي وكذلك الحياة الأبديّة في ملكوته الأبدي.
معرفة الله في الكتاب المقدّس
يحدّثنا الوحي الإلهي في الكتاب المقدّس عن الله من أوّل سِفر حتّى آخر سِفر فيه بعهديه القديم والجديد، يعلن لنا صفاته وأعماله ومقاصده ونبوءاته على فم أنبيائه الذين اصطفاهم من بين النّاس. فالكتاب المقدّس يكشف لنا هويّة الله تدريجيّاً وبالقدر الذي يريده الله نفسه.
* الله الخالق
يكشف لنا الكتاب المقدّس أنّ الله هو الخالق الخلّاق الذي أبدع الكون بكلّ تفاصيله ومضامينه بحكمة فائقة الإدراك والوصف. يقول الوحي الإلهي في المزمور 104: 24 . أمّا إشعياء النّبي فيقول بوحي الله عن الله في سِفر إشعياء 42: 5 .
* الله الكلّي المعرفة
الله كلّي المعرفة والعلم لا يخفى عنه أمر، هذا ما يخبرنا به الكتاب المقدّس كلمة الله في: رسالة العبرانيّين 4: 3 . أيضاً يقول النّبي داود في مزمور 39: 1 - 6 . أيضاً يتحدّث الوحي الإلهي عن الله قائلاً على فم المرنّم في المزمور 147: 4 و5 .
* الله الكلّي القدرة
لا يخفى على إنسانٍ أنّ الله هو كلّي القدرة، حتّى بدون شهادة مكتوبة، فالكّون بحدّ ذاته يعلن قدرة الله الغير محدودة. لكن ما أجمل أن يعلن الله لنا بهذه الشّهادة عن نفسه على فم أنبيائه، لنقرأ ماذا قال الله لموسى في خروج 6: 2 و3 ، وأيضاً قال يعقوب لابنه يوسف في تكوين 48: 3 .
* مشيئة الله من جهة الانسان
يخبرنا الله في كتابه المقدّس أنّه خلق الإنسان على صورته ومثاله وقد ميّزه عن سائر الخلائق الأُخرى، بأنْ منحه نعمة العقل ووهبه الحريّة بعد أن وضع نُصب عينَيه الطّريق الذي أوصاه أن يسير عليها، كما سلّمه الشّرائع التي تنظّم حياته، والله أحبّ الإنسان وسلّطه على جميع مخلوقاته، وبالرّغم من سقوط الإنسان فالله لم يتركه من دون فرصة للنّجاة من عقاب الخطيئة، فكان الفداء الإلهي الذي صنعه المسيح ببذل دمه وجسده على الصّليب عربون محبّة ورحمة وخلاص للنّاس.
مشيئة الله من جهة الإنسان هي أن يخضع الإنسان لله ويطيعه ويحبّه ويعبده وينعم برضاه ويتمتّع ببركاته، في هذا العالم وفي ملكوته الأبدي الذي ينقله إليه الرّبّ إلهنا مع أكاليل مجد، فيمجّد الله على الدّوام.
* معرفة مشيئة الله لهذا الكون
ليس عالمنا الحالي هو المكان النّهائي لأبناء الله الذين قبلوه بالإيمان والطّاعة، بل إنّ ملكوت الله هو المكان الأبدي الذي أعدّه الله لأتقيائه المؤمنين الذين أحبّوه مؤمنين به طائعين صوته قابلين خلاصه. الله يقول بأنّ النّجوم ستتساقط وتحترق الأرض والمصنوعات التي فيها، والله سيخلق أرضاً جديدةً يسكن فيها البرّ ولا يسود عليها الشّرّ، هذا يعني أنّ عالَمَنا سيتغيّر ويتبدّل إلى عالم جديد أبدي، ويكون كلّ من أطاع المسيح من أهل العالم الجديد يتمتّع بما لم يخطر على بال إنسان ما أعدّه الله لمن يحبّونه.
- هذه بعض الحقائق التي نتعلّمها ونؤمن بها من الكتاب المقدّس، كلمة الله التي نعتمد عليها في معرفة الله بالقدر الذي أرادنا الله أن نعرفه عنه.
- نشجّعك صديقنا القارئ على قراءة الكتاب المقدّس كلمة الله، لمعرفة أشمل وأوسع عن الله، ونحن بخدمتك للإجابة عن أيّ سؤال أو استفسار، المهمّ أن تقرأ الكتاب المقدّس بروح المحبّة والفهم وبنيّة الباحث عن الحقّ.
هل ترغب في دراسة الكتاب المقدّس؟ أدخل هنا
استمع إلى حلقة من البرنامج الإذاعي "في ظلال الكلمة" في موضوع تفسير إنجيل يوحنّا