انتشار المسيحية في مصر
مصر هي من اوائل الدول التي وصلت اليها رسالة الانجيل، وقبل ذلك وصل اليها الرب يسوع المسيح وهو طفل مع امه وزوج امه يوسف لما امرهما ملاك الرب أن يذهبا الى مصر لأن الملك مزمع ان يقتل الطفل يسوع (متى2: 13-15) . وصلت رسالة الانجيل الى مصر بواسطة الرسول مرقس الذي كتب احد البشائر الانجيلية الاربعة.
كرز مرقس بقوة الروح القدس وارشاده، بالمسيح ربا وفاديا ومخلصا داعيا الناس للتوبة والرجوع الى الإله الحي وعبادته وطاعته وترك الآلهة الكاذبة الغير حقيقية التي كانوا مسخرين لها. انتشر الايمان المسيحي وسط المجتمع المصري وبدأت أعداد المؤمنين تزداد يوميا وبشكل كبير، فبنيت الكنائس في مختلف أرجاء مصر وخاصةً مدينة الاسكندرية التي كانت محط اقامة الرسول مرقس الاساسية وانشأ فيها مدرسة لاهوت لتعليم الانجيل وتدريب قادة للكنيسة الحديثة العهد فيها، وتميزت أيضاً بمكتبتها العريقة التي ضمت مراجع كتابية لاهوتية عريقة بالاضافة الى مخطوطات للكتاب المقدس. ومن مصر انطلقت رسالة المسيح الى الدول المحيطة بها كليبيا والسودان حيث صار للمسيح شعب وكنيسة.
اضطهاد المسيحية والمسيحيين
حيث ان مصر كانت تخضع لسطان الامبراطورية الرومانية، وبعد انتشار رسالة المسيح وسط الشعب وإيمان الكثيرين منهم بالمسيح، شعر الرومان بخطر هذا الايمان الذي حاربوه في فلسطين، فسارعوا الى قمع المؤمنين وملاحقتهم واعتقالهم والتعرض لهم بشتى انواع التعذيب المعروفة آنذاك فسقط منهم شهداء ومع ذلك فلم يثنهم الاضطهاد الروماني القاسي عن ايمانهم بالمسيح بل على العكس فقد ازدادت اعدادهم وأولوا البشارة أهمية كبرى غير عابئين بما سيتعرضون له من الرومان. استمر اضطهاد المسيحيين في مصر حتى اعلان الملك قسطنطين ان الديانة المسيحية هي ديانة الدولة... لكن الاضطهاد عاد مع دخول الاسلام الى مصر على يد عمر بن العاص حيث عانى المسيحيون اشد الويلات من قتل وتهديد ووعيد وتشريد...غير ان كل هذا ايضاً لم يثنهم عن ايمانهم فواجهوا الموت بصلابة ايمان وبشجاعة استمدوها من محبتهم وثقتهم بالمسيح...وما زالو على هذا المنوال من ذلك التاريخ حتى يومنا هذا حيث لا يكاد ينسى المسيحيون آلاماً عانوا منها، حتى يتعرضون من جديد لانواع مختلفة من الاضطهادات سواء بالقتل المتعمد او بحرق الكنائس او عبر منابر اعلامية تعمل على التحريض ضدهم.
المسيحيون اليوم في مصر
يعرف المسيحيون في مصر بالاقباط وهم يفتخرون بنسبهم هذا ويعتبرون انه الاصيل قبل ان تهيمن على مصر شعوب اخرى وتتسلط على الارض والناس...ينتشر المسيحيون اليوم في مصر في مختلف المحافظات وخاصة في القاهرة والاسكندرية والصعيد...بنوا الكنائس بالرغم من الصعوبات التي واجهوها وما زالوا كلما ارادوا بناء كنيسة...ينتمي غالبية المسيحيين في مصر الى الطائفة الارثوذكسية بالاضافة الى المسيحيين البروتستانت والكاثوليك...بحسب مصادر غير رسمية يشكل المسيحيون حوالي عشرين بالمئة من مجموع الشعب المصري اي ما يعادل تقريباً ال 17 عشر مليون مسيحي مصري. اسس المسيحيون في مصر مدارس وجامعات اكايمية ولاهوتية عريقة، وايضاً بنوا مؤسسات اجتماعية وخدماتية تعنى بشؤون الناس بغض النظر عن انتمائهم الديني...
نصلي للرب ان يحمي مصر وشعبها والمؤمنين بالمسيح ويمنحهم القوة والقدرة على مواجهة الآلام بايمان وبمحبة الآخر...