يتبع ..
ولكي نعطي إجابات حقيقية علينا أن نعرف أكثر عن الله، فليس هو “سوبر مان” الذي يعمل أي شيء في أي وقت، لكنه أعظم من خيالاتنا هذه، فهو عادل ومنظم ويضع القوانين ولا يخالفها لأنه الله، هو الكمال المطلق، ولذلك فلا يمكن أن يسحب كلامه، أو أن يخالف قوانينه.
فقدرة الله لن تغير مجموع 2+2 لتجعلهم 5، وهو لن يتجاوز عن الخطية، ولن يكذب، ولن يضل، ولن يغير من عدله، ولن يجبرنا على الدخول إلى ملكوته واتباعه.
الله قادر على كل شيء، ولكن ليس بمفهومنا الأسطوري، فقدرته جعلته يخلق كل شيء بقوانين ثابتة. ومن منطلق هذه الحقيقة علينا معرفة أن الخطية والشرور والمصائب .. إلخ، هم السبب الرئيسي لسقوط الإنسان وخضوعه للشيطان.
يوضح هذا المقطع من إنجيل لوقا 4: 5 المقصود من سيطرة الشيطان على عالمنا:
ثُمَّ أَصْعَدَهُ إِبْلِيسُ إِلَى جَبَل عَال وَأَرَاهُ جَمِيعَ مَمَالِكِ الْمَسْكُونَةِ فِي لَحْظَةٍ مِنَ الزَّمَانِ. وَقَالَ لَهُ إِبْلِيسُ: «لَكَ أُعْطِي هذَا السُّلْطَانَ كُلَّهُ وَمَجْدَهُنَّ، لأَنَّهُ إِلَيَّ قَدْ دُفِعَ، وَأَنَا أُعْطِيهِ لِمَنْ أُرِيدُ. فَإِنْ سَجَدْتَ أَمَامِي يَكُونُ لَكَ الْجَمِيعُ». فَأَجَابَهُ يَسُوعُ وَقَالَ: «اذْهَبْ يَا شَيْطَانُ! إِنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِلرَّبِّ إِلهِكَ تَسْجُدُ وَإِيَّاهُ وَحْدَهُ تَعْبُدُ».
فعندما نفكر في أن الحياة غير عادلة، فهذا حق، ولكن لأن شر الإنسان وبعده عن الله واستسلامه للشيطان، أفسد العالم ووضعه تحت سلطان الشر.
ولكنك قد تسألني، هل ذلك معناه أن الكوارث الطبيعية والأوبئة والمجاعات .. إلخ، ليست تحت سلطان الله ليمنعها؟
بحسب قوانين ممالك العالم نفسها علينا أن نفكر، بل إن قوانين الله أكثر صرامة لأنها خالية من العنصر البشري الضعيف، فهناك قوانين تحكم كل مملكة، ولكل مملكة حدود، وهنا كما ذكرنا يوجد مملكتين روحيتين، مملكة الله ومملكة الشيطان، هناك حرب دائمة بين المملكتين، حرب للسيطرة على العالم والبشر.
يقوم الشيطان بتشويه صورة الله بشتى الطرق، بل إنه يضل الناس بأديان وأفكار تؤدي بهم إلى البعد عن الإله الحقيقي، وليس ذلك فحسب، ولكن لكي يقتلوا بعضهم بعضاً، وكما قال السيد المسيح سيظهر أنبياء كذبة ومعلمون، كل هدفهم هو الضلال بعيداً عن الإله الحقيقي.
الإنسان هو المخلوق صاحب الإرادة الحرة، هو فقط من يقرر تحت سلطان أي مملكة يريد أن يكون، أي قوانين تحكمه، ولذلك فعندما يزداد الشر (الخطية + الألم) علينا أن نفكر قبل أن نلقي باللوم على الله، تحت أي مملكة يخضع هذا العالم؟
ولهذا فإن الله يريدنا أن نذهب إليه، يريدنا أن ندخل تحت سيطرته، وبسبب عنادنا فإن النتيجة تكون هي هذا الواقع المؤلم.
يمكننا توجيه هذه التساؤلات لله، فقط عندما يكون عالمنا تحت سلطانه.
دعنا لا نخجل من أن نقول إن عالمنا ليس تحت سلطان الله، فهذا هو الواقع، ولا نخجل من أن نقول بما أن العالم ليس تحت سلطانه فليس من الطبيعي أن يكون هو المتحكم فيه.
ولكن هناك حقيقة أيضاً.
يقول السيد المسيح: "أَنْتُمْ نُورُ الْعَالَمِ. لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُخْفَى مَدِينَةٌ مَوْضُوعَةٌ عَلَى جَبَل" متّى 5: 14، وبسبب وجود هذا النور هناك شرور كثيرة يمنعها الله عن عالمنا، وعن حياتنا.
فلو لم يكن هناك نور، لكانت الظلمة قد غطت الأرض كلها.
الحلقة القادمة: لكن، المؤمنون أيضاً يتألمون