ستة أيام الخلق في سفر التكوين
• كيف يقول الله أنه خلق الكون في ستة أيام، والعلم يؤكد خلاف ذلك؟
• لماذا يطلب مني أن أصدق الخرافات المذكورة في الأديان بدون دليل علمي؟
• ما المقصود بأن الله استراح؟
• كيف خلق النور قبل خلق الشمس؟
عندما نقارن بين الكتاب المقدس وبين العلم علينا أن نضع في اعتبارنا الحقائق التالية.
أولًا: الكتاب المقدس ليس كتاب علم. فهو يدور حول خطة الله للإنسان وتعامله معه وفداءه للبشر. فمن بدايته لآخره يدور حول التعاملات الإلهية مع البشر، ولذلك فهو ليس بكتاب علمي.
ليس معنى ذلك أن لا نضع تساؤلاتنا جانبًا، ولكن حينما نتساءل علينا أن نضع في اعتبارنا هذه الحقيقة.
ثانيًا: أن نتحرر من فكرة أن الكتب المقدسة من الطبيعي أن تحتوي على إعجاز علمي، والسبب في وجود هذه الفكرة لدينا شعورنا أن الله العالم بكل شيء وهو من أوحى بكتابة هذه الكتب.
ثالثًا: علينا أن نضع في اعتبارنا هذه المقولة "النص حمال أوجه"، وهي تعني أن هناك تفاسير متعددة لنفس النص وهو ما سنقوم بطرحه بصفة دائمة.
رابعًا: العلم دائم التطور والتغيير، فما يعد حقائق علمية اليوم قد يتغير غدًا أو قد تظهر اكتشافات جديدة تؤثر على كل النظريات السابقة.
وعلى الجانب الآخر، فالكتاب المقدس ثابت، لأنه ليس بكتاب علمي، أنه رسالة إلهية ثابتة من آلاف السنين. ولذلك فمقارنته بالعلم المتغير في غير محلها بالمرة..
خامسًا: الكتاب المقدس مملوء بالمعاني الأدبية والتشبيهات المجازية، فمن بداية سفر التكوين إلى نهاية سفر رؤيا يوحنا، نجده يزخر بالمعاني الأدبية.
ولذلك عندما نقوم بقراءة نص كتابي علينا قبل أن نقارنه بأي حقيقة علمية أن نصنف هذا النص، هل هذا النص أدبي، أم نبوي وأخروي، أم تاريخي،
وكمثال لذلك، يخبرنا الكتاب المقدس أن الله هو الخالق، وعندما نأتي للعلم نجده يقول إن بداية الكون حدثت عن طريق الانفجار الكبير (لينك لمقال الانفجار الكبير)، إن ما يقوله العلم لا يختلف مع ما يقوله الكتاب المقدس، لأن الأخير يخبرنا بأن الله خلق ولكنه لم يخبرنا بالكيفية التي تم بها هذا الخلق.
وعندما نأتي للعلم نجد أن عملية الانفجار العظيم في حد ذاتها عملية معجزية تشير إلى أن هناك خالق لهذا الكون.
هذه الملاحظات هام جدًا أن نضعها في الاعتبار عندما نتكلم نقارن بين الكتاب المقدس والعلم، وللتبسيط سأعطي المثال التالي، تخيل أب يكتب رسالة لابنه بها كل النصائح والواجبات التي عليه اتباعها، يشجعه فيها على فعل الخير حتى ينال مجازاة عظيمة في المستقبل، ويوصيه بممتلكاته وبأخوته وأقاربه.
هل مطلوب من هذا الأب أن يشرح لابنه في هذه الرسالة الطريقة التي صنع بها العالم الذي يعيش فيه هذا الابن؟
هل من المنطقي أن يخبره بأمور هو يعلم جيدًا أنه لن يفهمها في زمن كتابته لهذه الرسالة؟ وبذلك تبدو الرسالة غير مفهومة من أولها لأخرها.
ولكننا وبالرغم من فهمنا هذا سوف نقوم بالنظر للنص الكتابي من المنطلق العلمي، وسوف نقوم بعرض نظريات علماء اللاهوت عن قصة الخلق في سفر التكوين.
تابعنا في المقال القادم، نظريات الخلق في سفر التكوين