جلستُ أتأمَّل الحَدَث الذي تصدّر عناوين الصُّحُف، الحَدَث المُرتقَب: "زيارة الرّئيس الأمريكي باراك أوباما إلى مصر"، زيارة رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم.
رئيس يحمل العديد من الميِّزات الخاصّة: فهو من أصل أفريقيّ ...
رئيس مسيحي مرتبط بجذور والده المُسلِمة ...
شخصيّة ذات كاريزما عالية جدّاً ...
مُؤثِّر في خطابه ومُشجِّع في كلامه. متواضع في تحرُّكاته ومُحترَم في تعاملاته ...
رئيس قادم من مكان بعيد إلى قلب منطقتنا العربيّة، كي يخاطب (العالم الإسلامي) برسالة التّعاون والبدايات الجديدة ...
فما صدى هذه الزّيارة سواء قبل أم بعد؟
بدأت الآمال تُعقَد كما التّوقُّعات والأحلام. بدأت التّحضيرات والانتظارات. بدأت الأقاويل والتّفاؤلات من هذا القائد العظيم ...
مَن سيِّد مَن؟
أمام كلّ هذا، توقّفتُ فجأة في ذهول! أ لم يأتِ إلى عالمنا من هو أعظم من أوباما؟ بل من هو رَبّ أوباما؟
أ لم يأتِ إلى عالمنا ملك الملوك نَفْسه، مالك الكون وسيّده وخالقه؟!
فما الذي فعله البشر حين جاء؟
كيف كان شكل استقبالهم له؟
أ ليس عجيباً أمر البشر!؟ في أنّهم يبحثون عمّن هو بشر مثلهم كي يُقدِّموا له التّعظيم والتّمجيد!.
أ ليس عجيباً أمر البشر!؟ وأنا أتذكّر شعب الله القديم كيف رفضوا مُلْكَ الله وبحثوا لهم عن مَلِك أرضيّ يكون عظيماً في وسطهم كسائر الأُمَم الأُخرى.
استعداد مؤقَّت!، أمْ ..؟
ماذا لو أتى المسيح ليزورنا اليوم؟
كيف سنُجهِّز له أنفسنا؟ كيف سنُجهِّز لاستقباله في بيوتنا؟
كيف سنستعِدّ لاستقبال ملك الملوك وربّ الأرباب؟
أَ هو استعداد مؤقَّت عالِمين بأنَّه سيرحل بعد ساعات؟
أم أنّه استعداد دائم بكلّ يقين عالِمين بأنَّه سيبقى معنا وسيُدير حياتنا إلى الأبد؟
تغييرٌ بوَعد،
وبماذا وعد هذا الرّئيس شعوب الشّرق الأوسط؟ أَ بتغيير في السّياسة، في الاستراتيجيات في الأولويّات، في شكل العلاقات؟
هل وعدَ بأنْ يُغيِّر الحياة للأفضل؟ هل أكَّد ذلك؟ هل لديه أيّ ضمان؟
وماذا عن التّغيير الذي وعَدَنا به الله؟
التّغيير الذي وعَدَنا به ربّ الأرباب، هو تغيير يوميّ، تغيير مُتجدِّد ودائم، تغيير في الحياة.
تغيير لا يمكن لإنسان أن يقوم به، تغيير يحتاج لعمل الرّوح القُدُس في قلب الإنسان.
لقد وعَدَنا بأن تكون لدينا حياة أفضل، اختيارات أفضل، علاقات أفضل، حياة في سلام، اختيارات حكيمة وعلاقات حميمة.
خضوع يجلب البَرَكة،
يعلِّمنا الكتاب المقدّس الخضوع للرّؤساء والحُكّام، والصّلاة من أجلهم كي يعطيهم الرّبّ الحكمة في تسيير أمور البلاد ...
ربّما تُقدِّم زيارة رئيس أعظم دولة في العالم شيئاً من التّغيير ومن تحقيق التّوقُّعات!، ونحن نصلّي لأجل ذلك.
لكن بكلّ تأكيد .... زيارة ملك الملوك إلى قلوبنا وبلادنا وعائلاتنا، هي التي ستُحقِّق التّغيير الحقيقي.
لأنَّه الملك الحقيقي ...
هو صاحب التّغيير الحقيقي في قلوب البشر.
في خضوعنا له تأتي البَرَكة على بلادنا. في خضوعنا له نطلب يَدَه لتعمل في حياتنا وحياة الذين من حولنا.
قد لا تكون لديك الفرصة لدعوة رئيس أعظم دولة في العالم، كي يزورك شخصيّاً!..
لكن تأكَّدْ بأنّ لديكَ كلّ الفرصة لدعوة رئيس الكون وخالقه كي يزورك، إنّه ينتظر بشَغَف هذه الدّعوة، ليس فقط ليزورك بل ليمكُث معك إلى الأبد ....
فهل تدعوه لزيارتك؟
إنّه ينتظرك إن كنتَ تتوق إلى التّغيير الحقيقي.
مقال لوائل حداد