فتاة تسير بملابس يرى البعض أنّها مثيرة داخل الحرم الجامعي ..
يراها عدد من طلّاب الجامعة (من المفترض أنّهم متعلّمون).. تثار شهواتهم تجاه الفتاة فيطاردونها ويحاولون الاعتداء عليها والتّحرّش بها ..
هذا الحدث أثار الرّأي العام المصري، فقد رأى البعض أنّ الشّباب الجائع جنسيّاً هو المذنب .. ورأى البعض أنّ هذه الفتاة مذنبة نظراً لأنّ ملابسها مثيرة ..
ولكن رصد أحد الإعلاميّين صوراً لفتيات بملابس في منتهى الحشمة ويتمّ التّحرّش بهنّ ..
إذاً المسألة ليست في ملابس الفتاة المثيرة .. ولكن المسألة في الجوع الجنسي الذي أصاب مجتمعنا المتديّن ..
في داخل مواقع الإنترنت الجنسيّة يجد الشّاب كلّ أنواع وأساليب إثارة الشّهوات، فهناك الممارسات الجنسيّة من كلّ نوع وشكل ..
إنّ الكمّ الهائل من الصّور والفيدوهات والقصص الجنسيّة .. تؤدّي لأن يرى الشّاب كلّ من حوله من خلال نظّارة الرّغبات الجنسيّة، فيظنّ أنّ كلّ من حوله لديه جوع جنسي كما كان يشاهد على الإنترنت، بل يمكن أن تصير أيّة فتاة يقابلها شريك جنسي محتمل، وحتّى إذا رفضت في البداية يظنّ أنّ الأمر به بعض الخجل نظراً لتضييق المجتمع، ولكنّها لازالت شريك جنسي محتمل ..
إدمان المواقع الجنسيّة أخطر أنواع الإدمان
أكّد باحثون وأطبّاء نفسيّون أنّ الاعتياد على المشاهد الإباحيّة يؤدّي إلى حالة من الإدمان أخطر من إدمان الكوكايين، وقد يؤدي إلى اضطرابات نفسيّة وجسديّة كبيرة ..
وقد اعتبرت الدّكتورة ماري آن لايدن، الباحثة بمركز العلاج الإدراكي بجامعة بنسلفانيا، والتي أدلت بشهادتها كمتخصّصة أمام لجنة مجلس الشّيوخ الأمريكي أنّ "المواقع الإباحيّة هي أخطر مهدّد للصّحّة النّفسيّة نعرفه اليوم".
وعزت خطورة تلك المواقع إلى كونها متاحة عبر وسيلة توصيل تتميّز بكفاءة عالية -وهي الإنترنت- كما أنّها متاحة بصورة دائمة ومجّانيّة.
ومن ثمّ، بمقارنة هذا النّوع بإدمان الكوكايين مثلاً، فإنّ الأوّل أخطر، لأنّ لا قيود عليه، ولا يمكن التّعرُّف على من يتعاطاه، كما أنّ أثره لا يمكن أن يُمحى من أدمغة المصابين به، إذ تظلّ المشاهد الإباحيّة عالقة بمخيّلة من شاهدوها، بينما يمكن أن تُمحى بصورة نهائيّة تقريباً آثار الكوكايين من جسم المدمن بعد مضي بعض الوقت.
أمّا الدكتور جيفري ساتينوفر -وهو طبيب نفسي وأحد المختصّين فقال، إنّ المشاهد الإباحيّة، وما يتبعها من استثارة جنسيّة، تستحثّ الجسم لإفراز أشباه الأفيون الطّبيعيّة (opiods)، وبذلك يكون أثر مواقع الإنترنت التي تبثّ هذا المحتوى الإباحي أقوى من أثر مخدّر الهيرويين.
وبيّنت الدّراسة أنّ التّجارب السّريريّة أثبتت أنّ المواد الإباحيّة تضرّ بالأداء الجنسي للأزواج، مختصرة أبرز الانعكاسات السّلبيّة لها في سرعة القذف وضعف الانتصاب؛ حيث يتسبّب ذلك المحتوى في رفع توقّعاتهم وهو ما لا يتاح في الواقع مع الشّريك، ما يحدّ من قدرتهم الجنسيّة.
الإباحيّة والاكتئاب
وفي دراسة أستراليّة حديثة تبيّن أنّ الشّباب الذين يمضون ساعات طويلة في مشاهدة الأفلام الإباحيّة، تظهر عندهم أعراض الاكتئاب أكثر من غيرهم، فقد قاموا بدراسة على أشخاص يمضون 12 ساعة أسبوعيّاً في مشاهدة الأفلام الإباحيّة، وتبيّن أنّ 30 % منهم مصاب بدرجة عالية من القلق النّفسي، و35 مصابون بدرجات مختلفة من التّوتُّر النّفسي.
ويحاول المختصّون في التّربية والطّبّ النّفسي أن يوجّهوا نداءً تحذيريّاً لمختلف الفئات وبخاصّة الشّباب، لتجنّب النّظر إلى المشاهد الإباحيّة لأنّها تترك آثاراً نفسيّة كبيرة، وأحياناً مدخلاً لعلاقات حقيقيّة، قد تنتهي بالإيدز أو الأمراض الجنسيّة الخطيرة.
وبالتّالي فإنّ مشاهدة المشاهد الفاضحة تقود لممارسة الفاحشة وانهيار الأخلاق وزيادة الأمراض.
http://downloads.frc.org/EF/EF09K57.pdf
الهروب من الظّلام
صديقي الشّاب، قد تكون قضيت ساعات طويلة من حياتك في الظّلام وبعيداً عن عيون من حولك تتصفّح المواقع الجنسيّة، وقد يكون وقت التّحرّر من هذا الإدمان والقيد قد أتى ..
قد تقول إنّني حاولت كثيراً وفشلت، ذلك لأنّك حاولت وحدك، هناك شخص قوي يستطيع أن يمنحك القوّة والحريّة من هذا الإدمان، إنّه السّيّد المسيح، لقد كُتِب عنه (يَسُوعُ الْمَسِيحُ هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ) عبرانيّين ٨:١٣. فقد استطاع على مرّ السّنين أن يحرّر ويساعد كثيرين، وهو موجود من حولك وينتظر أن تطلب منه أن يساعدك.
سواء كنت مسيحيّاً أو غير مسيحيّ، ومهما كانت حالتك النّفسيّة والاجتماعيّة، إنّ قوّته أعظم من حالتك ووضعك ..
ولذلك فادعُ معي لله بهذه الكلمات:
(يا الله المحبّ، أحتاج أن أعرفك معرفة حقيقيّة، أحتاج أن تحرّرني، وأريد أن تشفي نفسي من آثار خطاياي .. أثق أنّك هنا لأنّك تملأ الكون، وأثق أنّك تحبّني .. حرّرني وخلّصني من حِمل وقيود الخطيّة، اجعلني إنسان جديد ...).