فيلم ماتريكس وهو من أكثر أفضل مائة فيلم في التاريخ
، أثار لدي مسألة عندما شاهدته، فهو يتحدث عن أن هناك حاسب آلي عملاق يتحكم في حياة البشر، ويخدعهم، يعطيهم شعور أنهم أحياء، ولكن في الحقيقة هم في غيبوبة تامة وتحت تأثير هذا الكمبيوتر بالكامل.
هذا ما يحدث في عالمنا الآن بالتمام، أصبحنا مأسورين للتكنولوجيا، تتحرك أعينا بين ثلاث شاشات هما شاشة الموبايل والتليفزيون والكمبيوتر.
إعلان شركة إنترنت
يوضح إعلان شركة من شركات الإنترنت ما أعنيه بالتحديد، فيقول فلان منطوي في عالمه الحقيقي ولكن في عالم الإنترنت له علاقات مع فتيات من كل بلاد العالم.
وآخر دائم الخوف في عالمه الحقيقي، ولكن في عالم الإنترنت مقاتل شرس..
هذا الإعلان الهدف منه هو أن يشجعك على الهروب من العالم الحقيقي، إلى عالم افتراضي وهمي غير موجود إلا في شاشة الكمبيوتر وخيالك..
هلم نستيقظ
المفاجأة أن هذه الشاشات غيرت في تكويننا البشري، جعلتنا منعزلين، لا نعير اهتمام بالمشاعر البشرية، فحتى تعبيرنا عن مشاعرنا أصبح على الإنترنت.
فقدنا دفء الأسرة، وفقدنا أيضًا الصداقة والتقرب إلى من حولنا.
أصبحنا جافين، وذلك بشكل خارج عن إرادتنا، لأن عالمنا الوهمي سلب منا طاقتنا وحبنا وتفاعلنا، ولم يعد لدينا شيء لنعطيه لعالمنا الحقيقي..
سيؤدي لأن يكون لنا شخصيات وهمية، وصداقات غير مكتملة، وبطولات غير حقيقية، وسنوات ضائعة بلا تاريخ..
وأحيانًا سيؤدي لأن نتمرد على عالمنا الفعلي، ونحكم على كل من فيه بالجهل لأنهم لا يعرفوك جيدًا فهم لا يعرفون إمكانياتك وجاذبيتك التي تحياها في عالمك الافتراضي..
أفقدنا لذة الدفء الأسري، بل هناك أسر تنهار بسبب هذا العالم الافتراضي..
فقدنا جمال أن نشعر بالناس من حولنا..
وفقدنا لذة أن نرفع أعيننا نحو السماء ونسكن أنفسنا ونتأمل في محبة الله لنا.
وأخيرًا، التكنولوجيا شيء جميل ومبهر، يمكننا استخدامه في تطوير مهاراتنا، ويمكننا استخدامه في التعليم والدراسة، ويمكننا استخدامه في طلب المشورة والمساعدة، ولكن علينا أن نكون حذرين من أن نستخدمه للهروب من حياتنا الفعلية.