أثار قانون بناء الكنائس في مصر موجة من الغضب في الأوساط المسيحيّة والعلمانيّة.
فالقانون يمنع وضع الصّلبان على الكنائس، كما يمنع استخدام الأجراس.
يقولون إنّ هذا ظلم، فالمساجد في كلّ مكان تستخدم أعلى الميكروفات صوتاً وتسبّب الإزعاج للكثيرين وتوقظهم من نومهم، وأحياناً تشتمهم وتكفّرهم، وعلى الجانب الآخر يُمنع وضع الصّليب والجرس للكنيسة، وبالطّبع هذا ظلم.
لكن دعنا ننظر للأمر نظرة أعمق، نظرة تقرّبنا لفهم مقاصد الله.
الكنيسة
هي ذلك المجتمع السّماوي الذي غرسه السّيّد المسيح على الأرض، لم يقصد وقتها أن يصنع مباني تعلوها صلبان.
لم يقصد أن يضع طقوساً وتشريعات للعبادة.
لم يقصد أن نقدّس الحوائط ونظنّ أنّ هذه هي الكنيسة.
ولكنّه أراد أن يصنع مسكناً له مكوّناً من حجارة حيّة، بيتاً روحيّاً. رسالة بطرس الأولى 2: 5
أراد أن يسكن في هذه الكنيسة، أن يتكلّم معها باستمرار، أن يجعلها نوراً للعالم وملحاً للأرض، أن يملك إله الحُبّ والسّلام والفرح من خلالها.
أراد أن تكون هذه الكنيسة "الجماعة التي تؤمن به وتسير بحسب وصاياه" موجودين في كلّ منطقة وكلّ مكان في العالم. ويواظبون باستمرار على أن يتعلّموا ويسيروا بحسب وصايا الله، أن يصلّوا معاً لكي يعرف النّاس محبّة الله ورحمته. وأن تكون بينهم شركة في تحدّياتهم واحتياجاتهم، في أفراحهم وأحزانهم، شركة مقدّسة يُغلِّفها الاتّضاع والرّحمة والشّعور بالآخرين. أعمال الرُّسُل 2: 42
الصّليب
الصّليب ليس مجرّد رمز، وليس مجرّد خشبة نزيّن بها مبانينا.
الصّليب هو قوّة تعمل فينا، على هذا الصّليب تموت خطايانا، عليها يُصلَب كبرياؤنا وذواتنا التي تعاند إرادة الله.
لذا فالصّليب ليس مجرّد رمز، بل هو قوّة حياة متجدّدة، هو يُميت الشّرّ والخطيّة فينا، ويعطينا الفرصة لنختبر روعة حياة الله التي ستفيض من داخل أرواحنا.
الجرس
سواء كنت مسيحيّاً أو غير مسيحيٍّ، أشجّعك على أن تدرك هذه الحقيقة، أنّ هناك جرس أهمّ من كلّ الأجراس الموجودة على الكنائس وفي كلّ مكان آخر.
هذا الجرس هو في أعماقك، يهمس برنين رقيق حينما تسير في طريق خطر، وهو يدقّ كثيراً لكي يرشدك إلى الطّريق الصّحيح إلى الله.
المشكلة هي أنّنا لا نُصغي له، فما تعلّمناه في الماضي ومعتقداتنا التي نشأنا عليها، يمثّلان حاجزاً صوتيّاً بيننا وبين هذا الجرس الرّوحي.
أشجّعك أن تُصغي لهذا الجرس فتتخلّى عن كلّ ما تعلّمته من قبل، وتطلب أن تعرف الإله الحقيقي. وتختبر وجوده الدّائم في حياتك.