لن تجد كلمات تُعبِّر عن الحب سوى في هذه الكلمات القليلة والبسيطة الفهم التي لا تستعصي على عقل أحد: "الله محبة". فالله نفسه ربط جوهره "بالحب"، فلصقه بذاته لصقاً غير قابل للتمييز أو الفك .
كما أن السبب الأصيل الذي من أجله يبحث الإنسان عن الله هو عدم التناغم الداخلي الذي ينتابه دائماً ويُسبب وجعاً وألماً حينما يكون بعيداً عن مصدر هذا الحب الذي يشفي.
كم مرة ضجرت من أسرتك حينما رأيتهم يعاملونك بعدم اكتراث أو اهتمام؟ رغم أنك تحبهم بل أنك دللت على ذلك بكافة الوسائل والسبل، قلت كثيرًا جدًا أحبكم ، فعلت أيضًا ما يدل على ذلك، منحت هدايا ومنح مادية، كما ذهبت لاحتفالاتهم وشاركتهم أيضا أحزانهم..
قد تكون شعرت بسلبية ردود أفعالهم على حبك وبذلك من أجلهم، قد يتعاملوا معك بجفاء، ولذلك قررت أو قررتي أن تتوقف عن منح الحب.
هذا هو أكبر شرك وفخ نصبه لك إبليس ولغيرك دون أن تشعروا ، كما أنه السبب الأصيل والمباشر لمشاكل كبيرة ومعقدة في حياتنا المعاصرة.
هو الذي شوه معنى الحب وأبدله بالكراهية والعزلة مع المقت ، فأسوأ ما يفعله أي إنسان هو أن يقصد من وراء ما يفعله شيء "مقابل" فما بالك لو تعلق الأمر بأعمق وأجمل شعور وهو شعور الحب ، مع العلم الضروري أن الله نفسه كإله صالح لا يربط محبته للإنسان بردة فعله فهو يحب الإنسان حبًا غير مشروطًا أو معلقًا على حدوث فعل إيجابي. لذلك لا تعطي للشيطان مكان في بيتك..
أكبر مشاكل الحب داخل نطاق الأسرة حيث الصراع الدائم ما بين أفراد الأسرة لأجل السعي لإثبات أنه الأفضل وأن غيره لم يفهم عمق محبته له، ومن ثم تثور المشاكل داخل نطاق الأسرة ومن بعد ذلك شيئا فشيئا خارجها، لتتحول إلى مشاكل أكبر وأكبر مع مرور الزمن..
عزيزي/عزيزتي، أنتم مسئولين عن مملكتكم، التي يريد الشيطان هدمها، يريدها مضطربة، جافة وبلا حب ومملة، بل وقد تصل حدة الصراعات للكراهية بينكم.
التحدي هنا هو أن تتحدا سويا وتطردا الشيطان من حياتكم، وتطلبوا "إله الحب" أن يسكن وسطكم، سيعلمكم كيف تحبون إلى أبعد الحدود، بلا مقابل..