search
burger-bars
Share

medicitionلم يعرف عالمنا على مرِّ السّنوات والعصور منذ خُلِقَ الإنسان حتّى الآن، كمّاً هائلاً ومُحيِّراً وخطيراً

من الأمراض والأوبئة والفيروسات الفتّاكة، مثلما عرفنا في هذه الأيّام. ورُغم التّقدُّم الطبيّ المُذهل الذي توصّلنا إليه فإنّ المُشكلة تظلُّ قائمة بل وشديدة التّعقيد والخطورة. وإزاء هذا الترنُّح والارتباك، أفتى البعض أنّ هذا ما هو إلاّ غضبٌ من الله!!. فهل الأمر هكذا حقّاً ؟!!.
حول هذا الموضوع المهمّ يدور حديثنا اليوم .......


 لماذا تكثر الأمراض في هذه الأيّام؟
لأنّ لكلّ شيءٍ ثمن!. فما اخترعه الإنسان من وسائل مُتعدّدة لتوفير الرفاهيّة له، حملت له معها أيضاً الكثير من المتاعب والمُنغِّصات!. فلكُلّ عُملة وجهان، وما الأمراض إلاّ الوجه الثّاني السّلبي لرفاهيّة الإنسان!. فالإنسان اخترع السيّارات والقاطرات والصناعات العملاقة، فأتت معها بالتّلوُّث والغازات السّامّة التي أثّرت على الصّحّة العامّة وعلى النباتات والطّيور، وعلى طبقة الأوزون!. ولأجل حُلي السيّدات مثلاً (من سنّ الفيل وجلود الثّعابين والتّماسيح و...) أخلَّ الإنسان بالتّوازن البيئي الطّبيعي للكائنات والحيوانات، ممّا أثّر على التّوازن البيولوجي المضبوط. فانقراض أجناس حيوانات مُعيّنة أو حتّى تناقص أعدادها، أدّى لزيادة كبيرة في أعداد حيوانات وحشرات وزواحف أُخرى بحدّ فوق الطّبيعي، ممّا أثّر سلباً على الطّبيعة وعلى حياة الإنسان وهكذا .....


• هل يُمكن أن يغضب الله على إنسان فيضربه بالمرض؟
قد يسمح الله بالمرض كما سبق وقُلنا وفقاً للقانون الطّبيعي. وقد يستخدمه لتأديبنا وذلك لمصلحتنا وليس كعقاب لنا، كما يُؤدّب الأب ابنه، لكن الله لا يُؤذينا بأي حال من الأحوال. بل إنّ كلّ أذيّة وتجربة تأتي علينا يكون مصدرها الرّئيسّي إمّا نحن باختياراتنا وقراراتنا الخاطئة، وإمّا إبليس بغوايته لنا وسقوطنا نحن في شرك الغواية هذا. يقول الكتاب المُقدّس في سِفر يعقوب 1: 13 - 14. دعنا نتحدّث أيضاً بالمنطق، إذا أدمنتُ التّدخين أو المُخدّرات، فأصابني ضررٌ بالصَّدر أو الجهاز التنفُّسي، أ يكون مرضي غضباً من الله وضربة منه لي؟! أ هذا المنطق يُمكن أن يكون صائباً؟ بالطّبع لا! بل إنّ مرضي هنا يكون نتيجة طبيعيّة لإدماني التّدخين. "أ ليس كذلك؟!".
الخلاصة إذاً، لا يغضب الله عليّ فيضربني بالمرض. ليس هذا هو ما نعرفه عن طبيعة الله، فالله محبّة. وهو إنْ غضب فهو يستخدم محبّته ورأفته مع الإنسان، ليردّه عن ضلاله فينجح، وهو تعالى وإن عاقب وأدَّبَ، فهو لا يعمل ذلك بروح الانتقام، بل بقلب الآب المُحِبّ الذي لا يرغب إلاّ الخير لخاصّته، فهو لم ولن يُغيّر طبيعته تجاهنا أبداً ....


• إذاً، لماذا يسمح الله بالأمراض ولا يرفعها عنّا؟
 تأتي الأمراض كما قُلنا سابقاً، كنتيجة طبيعيّة لما عملناه نحن بالطّبيعة من إخلال وفُقدان للتّوازُن. فالأمر لا يخرج عن كونه نوع من الزَّرْع والحصاد، إذ نحن نجني عند حصادنا نتيجة ما نزرعه! والله من محبّته لا يتخلّى عنّا ولا يتركنا مهما عملنا، بل يقف جوارنا في رحلة الحياة كلّها، بحلوها ومُرّها. وإن نحن سلّمنا له ذواتنا وكلّ أمورنا، فهو ـ من دون أدنى شكّ ـ لن يتخلّى عنّا أبداً، بل سيرفعنا حتّى فوق بحور المرض والألم والمُعاناة.


• ما الذي يُغضب الله منّا؟
يغضب الله منّا لا فقط لأجل أعمال شريرة نعملها، بل أصلاً لأجل خطيّة مُتأصِّلة في القلب ُتبعدنا عنه فتجعلنا غير قادرين على نَيل رضاه. يغضب الله منّا لا لأنّنا نكسر وصاياه فحسب، بل لأنّ كَسْرنا هذا لوصاياه يُفقدنا القُدرة على تتميم مشيئته الصّالحة لنا، فالإنسان لن يكون بمقدوره أبداً أن يجد الطّريق إلى الرّاحة والسّعادة إلاّ باتّباعه نُظُم الله ووصاياه. فإنّ هذا هو الطّريق الحقّ للسّعادة الحقيقيّة.


• ما الذي يعمله الله معي عندما يغضب عليّ؟
تظلّ العلاقة بين الإنسان والله مقطوعة، حتّى يُقرّر الإنسان بإرادته الحُرّة ورغبته الخالصة، أن يُسلّم كل أمور حياته لله، عندها، تبدأ علاقة خاصّة وشخصيّة بين الإنسان والله، وطبقاً لذلك، تنتهي غُربة الإنسان عن الله ويتعامل الله معه بعد ذلك تعامُل الأب مع الإبن، فيُربّيه ويهتم به ويُعلّمه ويرعاه، وإن أخطأ فهو يُؤدّبه كي يُعيده للصَّواب والفَلاح. قال نبي الله أيّوب قديماً في سِفر أيّوب 9: 33، المقصود بكلمة بيننا أي بين الله والإنسان. لكنّ الرسول بولس يقول في رسالته إلى أهل أفسس 2: 11 - 16.


• كيف يُمكنني أن أتفادى غضب الله؟
لا وسيلة يُمكنني أن أتفادى بها غضب الله إلاّ من خلال قبول المسيح في حياتي، إذ هو الوحيد الذي أرضى الله بتقديمه نفسه ـ طواعية ـ كفّارة عن خطايانا، فكانت ذبيحته لأجلنا مقبولة، ومن خلالها فقط يُمكن لله أن يرضى عنّا.

• هل الصّلاة والدُّعاء لأجل المرضى يُمكن أن  يشفيهم؟
نحن نُؤمن ونثق أنّ لله خطّة صالحة في حياة كلّ أولاده، وكما نعلم فإنّ قلب الله يمتلىء بالمحبّة تجاهنا وهو صالح ويُريد خَيرنا ومصلحتنا. نعم تُوصينا كلمة الرّبّ المُقدّسة أن نُصلّي لأجل المرضى وأن نزورهم ونسأل عنهم، لكن مع ذلك تظلّ الكلمة النّهائيّة العُليا في يد الله القدير، فهو الذي يعرف الصّواب وهو صاحب كلّ سُلطان وبِيَده كلّ الأمور.

• لماذا يشفي الله البعض ولا يشفي البعض الآخر؟
لقد حيَّر مثل هذا السّؤال ألباب الكثيرين من البشر، وليست لنا إجابة حاسمة بخصوصه سوى أنّه هو الرّبّ وما يَحسُن في عينيه يفعل. عند موت الأبناء قال نبي الله أيّوب في سِفر أيّوب 1: 21. وقال نبي الله داود في المزمور 39: 9. كما أوضح الربّ يسوع ذات مرّة لبُطرس أنّ هناك بعض الأمور التي يعملها الله ولا نجد نحن تفسيراً أو تبريراً لها، قال الربّ لبُطرس في إنجيل يوحنّا 13: 7. نعم، فما أبعد وأعلى وأعظم أفكار الله عن أفكارنا وطُرُقه عن طُرُقنا، فقط علينا أن نُسلّم له المرض والمريض، ثم نقبل ما يعمله هو بكلّ اتّضاع ورضى.


• هل أذهب للطّبيب عندما أمرض؟ أم لا، لأنّ الله هو الشّافي
بالطّبع يكون الصّواب هو أن أذهب! فالحقيقة هي أنّ أحداً لا يُنكر أنّ الله هو الشّافي الأوّل والأخير، ومع ذلك، فإنّ الله يستخدم أيضاً الطّبّ والأطبّاء في تحقيق مشيئته الصّالحة من أجلنا، ونحن إن رفضنا الذّهاب للأطبّاء والاستفادة من مُساعدتهم لنا، نكون كمن يرفض وسيلة أعطاها الرّبّ لنا من أجل الشّفاء!.

 مادام المرض قد يأتي للإنسان فجأة من دون سبب أو مُقدّمات معروفة، ماذا ينبغي عليّ أن أعمل؟
 سأُكرّر ما سبق وقلته سابقاً، لا الصّحّة مضمونة ولا المرض معروف موعده! لا الحاضر مضمون ولا المُستقبل نعرف شيئاً عنه، بل إنّ الحياة بجُملتها ليست مضمونة. إزاء هذا كلّه، عليّ أن أؤمّن حياتي بأن أضعها في يد الله القدير. إنّه هو ضامن الحياة وضامن الأبديّة. إن كُنتُ معه فلن تُصيبني مخاطر شديدة في المواقف الفُجائيّة غير المُحتملة وغير المُتوقّعة، فلو أصابني شرّ، سأثق أنّه سيجتازه معي وسيمسك بيدي حتّى أعبره بسلام. قال نبي الله داود في المزمور 23: 4.

عزيزي، سلّم قيادة كلّ أمور حياتك بين يدي الله وثِق أنّك ستكون في مأمن من كلّ شرّ وخطر.

إذا كان لديك عزيزي القارىء أيّة مشكلة تحبّ أن تشاركنا بها، وتحبّ أن نصلّي لأجلك .. اتّصل بنا 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone