search
burger-bars
Share

هل إله العهد القديم (دموي)2؟ يتبع..

 

الإطار الزمني لفهم تعاملات الله
عندما نقراء قصص في كتاب مثل الكتاب المقدس، كتبت منذ آلاف السنين، علينا أن نقرأها في سياقها الثقافي والتاريخي وليس "بمعايير اتفاقية جنيف"، وأيضًا داخل الحدود المعينة الفعلية التي يشغلها التاريخ وليس باعتبارها عنوان أو صورة للعهد القديم كله.

ففي ثقافة الحرب القديمة، كان توصف الحروب بأنها حروب مقدسة، ولكن هذا المعنى لم يستخدم في كل الكتاب المقدس، فقد كان يطلق عليها حرب (يهوه) لأنه كان ينتصر فيها إله إسرائيل.

كما أن اللغة المستخدمة في وصف الدمار لم تكن لغة حرفية، فمثلاً في سفر يشوع 10: 40-42 كان وصف الانتصار في هذه الحرب أنه تم أخذ الأرض كلها، وأن كل الملوك قد هزموا، وأن كل الشعوب قد تم إفناؤها، ولكن كان يقصد بهذا مبالغة خطابية لأن سفر القضاة (الذي كان محرره النهائي بلا شك على وعي كامل بهذه الروايات الموجود في سفر يشوع)، لا يرى تناقض في أن يخبرنا أن عملية إخضاع سكان الأرض كانت أبعد ما تكون قد انتهت، وأن الكثيرين من الأمم الأصليين استمروا في العيش بجانب الإسرائيليين.

هذا الأسلوب الأدبي متبع في مواضع كثيرة في الكتاب المقدس.
عندما ننظر إلى الحروب باعتبارها حدث فريد ومتنوع ومحدود من أعمال الله يتم وضع هذا الحدث داخل رواية تاريخ إسرائيل المبكر للخلاص، وليس من أجل تحقيق انتصارات عسكرية لصالح شعب إسرائيل.

فإن ذلك يساعدنا على فهم السبب الذي استطاع يسوع أن يمنع تلاميذه وأتباعه من محاكاة العنف دون أن يدين العهد القديم عندما طلبوا أن تنزل نار من السماء (لوقا 9: 51).

مفهوم الشر
لدينا كبشر مقاييس وأحكام ومواقف من الأحداث التي تحدث حولنا، فعندما تحدث حادث في مكان ما يظن البعض أنها انتقام من الله، ويظن البعض أن هؤلاء القوم من فعلوا ذلك أشرار، ويظن البعض أن السبب هو لأنهم يدينون بالدين الخطأ.. ويقول البعض إنهم يحصدون نتيجة ما زرعوه من شرور، أو أن الله ينتقهم منهم لأجل أخطاء اقترفوها.

وتتعالى أصوات الملحدين قائلة ذلك دليل على أنه لا يوجد إله فكل ما يحدث حولنا سببه أن الحياة غير عادلة، فالحوادث تحدث بسبب تقلبات الطبيعة، أو بسبب خطأ بشري مقصود أو غير مقصود.. وقد تقع الحوادث ويموت الناس بدون سبب واضح ومفهوم. ولكن، ولا يوجد قوة خارجة تتحكم في كل هذه الفوضى المحيطة بعالمنا..

ولكن إذا كنا نريد أن نسأل الله لماذا يحدث هذا؟ علينا أن نحاول الاقتراب من معرفة الله لكي نستطيع أن نقيس الأمور بمقاييسه هو ونطرح على أنفسنا هذه الأسئلة.

نحن ننظر للموت على أنه شر، لكن هل الله ينظر إليه بنفس الطريقة؟
فإذا وضعنا في اعتبارنا أن هناك حياة أخرى بعد الموت، وهذه الحياة ستكون مع الله ومع الأبرار في مكان أفضل من عالمنا بكثير، مكان لا يوجد به معاناة أو ألم، مكان مملوء بالصفاء والسلام والحب، هل وقتها سيكون الموت شر؟ أم أنه مجرد انتقال من حياة إلى حياة أفضل.

هذا المكان الأفضل خاص بالأبرار فقط، وأما بالنسبة للأشرار فماذا سيكون؟
الكتاب المقدس يقول إن الله يحزن لموت الأشرار، ولكن علينا أن ندرك أن الله لا يحزن لأجل حدث الموت في حد ذاته، ولكن ما يحزن الله هو أنهم ماتوا وهم أشرار..

تابعنا في الحلقة القادمة هل إله العهد القديم دموي 3 (إله الدينونة) 

 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone