search
burger-bars
Share

العقبة الثالثة ـ الخـوف

العقبة الثالثة ـ الخـوف

الكتاب المقدس

لوقا 12: 4 "ولكن أقول لكم يا أحبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر" ... (ع 7) "بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها مُحصاة. فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة".

الدرس

الخوف يشلّ المؤمن ويصبح العقبة الكبرى التي تواجهه في رحلته. كل العقبات الأخرى عقبات مرئيّة، ومن السّهل التعرّف عليها حيث تأتي من مصدر خارجي. فالتجديف والاضطهاد والانعزال والخزي وحتى الفقر يتطلّبون مصدراً خارجياً لإقناعك بترك الرحلة، لكن الخوف هو العدو الذي يأتي من الداخل.

كثيراً ما تؤسَّس ساحة المعركة ـ التي تعيش في قلوب وعقول المؤمنين ـ على الخوف. كان الرب يعلم ذلك لذا لم يكفّ عن تذكير أتباعه، مرات ومرات، بألاّ يخافوا. نطق الرب بهذه الكلمات أكثر من 60 مرة من التكوين إلى الرؤيا. من "إبراهيم" (تكوين 15: 1) إلى "بولس" (أعمال الرُّسُل 27: 24) و"يوحنّا" على جزيرة بطمس (رؤيا 1: 17). قال الله هذه الكلمات لرجال مثل "إسحق" (تكوين 26: 24) ولنساء مثل "هاجر" (تكوين 21: 17) و"مريم" (لوقا 1: 30). قالها لأفراد مثل "سمعان" (لوقا 5: 10) ولجماعات مثل الرعاة في الحقل (لوقا 2: 10) وللآلاف الذين تبعوه (لوقا 12: 4). لكن الأهم من ذلك كلّه، أنّ الرب قال هذه الكلمات بكل حنان (لوقا 12: 4 ـ 7). قالها كصديق حين نظر نحو الجموع الذين تبعوه وأعلن: "أقول لكم يا أحبائي لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلون أكثر" ... "بل شعور رؤوسكم أيضاً جميعها مُحصاة. فلا تخافوا أنتم أفضل من عصافير كثيرة".

لا تخف!، فالإيمان هو الردّ على الخوف. مستحيل أن يتواجد هذان الاتّجاهان معاً في قلب المؤمن. حين يرحل الإيمان يدخل الخوف، ويهرب الخوف حين يكون هناك إيمان.

التطبيق

كنّا قد انتهينا لتوّنا من محاضراتنا على جزيرة تيمور، حين قفز قسٌّ شاب من مكانه فجأة وصرّح أمام كل زملائه قائلاً: "والآن أنا مستعدّ للموت لأجل المسيح!". كنت أعرف أنها ليست كلمات جوفاء، فكل قسّ حضر هذه الدراسات ارتبط ـ بصورة مباشرة أو غير مباشرة ـ بالمذابح التي جرت أحداثها على جزيرة أمبون، حيث أُحرِقَت أغلب كنائسهم وعدد كبير من المؤمنين فقدوا أحباءهم في موجة اضطهاد المسيحيين هناك.

بعدما انتهى الاجتماع رأيت القسّ نفسه متّجهاً نحوي. قال لي: "وجودك هنا شجّعني على الخروج من هذا المكان لأكرز بالإنجيل في أماكن أخرى". فسألته مستفسراً: "لقد سُعِدْتُ بسماع ذلك يا أخي، إلى أين دعاك الرب؟" وأذهلتني إجابته: "إلى أمبون". "هل أنت متأكد؟ ألا تخاف؟ هذا بمثابة التوقيع على شهادة وفاتك. فأنت تعرف أن كل المسيحيين هربوا من المذابح التي جرت هناك وأنت تريد العودة إليها؟"

جاء ردّه مليئاً بالإيمان: "إذا لم أَعُدْ أنا لأُخبر الناس عن يسوع فمن سيفعل ذلك؟"

قول مأثور

"الشجاع ليس هو من لا يشعر بالخوف بل من ينتصر على ذلك الخوف" نيلسون مانديلا

صلاة

يا رب، أنا شاعر بالخوف. ساعدني لأُغطّي أفكاري بالإيمان وقلبي بالشجاعة. عندما تنتابني الشكوك والمخاوف، أُصلّي أن تشجّعني كلماتك في جثسيماني "ولكن ليكن لا ما أريد أنا بل ما تريد أنت"

تابع

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة