search
burger-bars
Share


لم أشعر بميل تجاه الفتيات في يوم من الأيّام، أحبّ التّمثُّل بالبنات فقط، أحبّ أن ينجذب لي الشّباب، وقد وقعت في قصص حبّ لشباب كانوا زملائي في المدرسة وفي الكليّات، الجميع يسخر منّي لأنّي أمشي مثل البنات، أتكلّم بحركات اليد والعين مثل البنات، نبرة صوتي مثل البنات، كلّ تصرّفاتي مثل البنات.

أخي الكبير وأختي يدركان جيّداً حالتي التي أنكرها دائماً وأتّهمهم بأنّهم يضطهدونني، أمّا والديَّ فلا يدركان علّتي، ويبرّران تصرّفاتي بأنّها بسبب أقربائي البنات اللواتي نشأت في وسطهنّ.

- لماذا خُلقت هكذا؟ وهل سأعيش وأموت هكذا؟
- هل الشّذوذ مرض نفسي، أم أنّي إنسان طبيعي ولكن رغبتي الجنسيّة مختلفة عن الشّائع؟

أنواع المثليّة الجنسيّة
هناك النّوع الذي يحبّ أن يأخذ دور الأنثى (السّالب)، وهناك النّوع الذي يحبّ أن يأخذ الدّور الذّكري الموجب، وهناك أصحاب الميل المزدوج.

هناك من يشعر أنّه راضٍ عن ميوله المثليّة، ويعتبر أنّ المجتمع المتخلّف هو الذي يرفض أمثاله ولا يقبل بوجودهم.
هؤلاء الأشخاص متأثّرين بالثّقافة الغربيّة، والقليل منهم يجاهر بأنّه مثلي الجنس.

وهناك من يرفض مشاعره المثليّة، ويسعى نحو تغيير نفسه، ولكنّه يشعر بيأس وأنّه لن يتغيّر وليس له علاج.

وينقسم غير الرّاضين عن أنفسهم إلى الأنماط التّالية:
- شاب متديّن يرفض ميوله المثليّة، فيفرِّغ طاقته في مشاهدة الأفلام الجنسيّة المثليّة، وممارسة العادة السّريّة.
- وهناك الرّجل المتزوّج الذي يمارس الجنس مع زوجته، ولكن له علاقات مثليّة بآخرين.

- وهناك أيضاً الرّجل الذي تزوّج لأجل إكمال الصّورة الاجتماعيّة ولكنّه لا يمارس الجنس مع زوجته أبداً.

لماذا أنا شاذّ؟
نخطئ حينما نظنّ أنّ الشّذوذ نتج عن اعتداء جنسي في الصّغر فقط، ولكن هناك أسباب عديدة، منها النّظام الأسري الذي ينشأ فيه الطّفل ودور الأب ووجوده في حياة الطّفل، أو رغبة الأمّ في أن تنجب بنت ولكنّها أنجبت ولد، فتقوم بمعاملته معاملة البنت وتلبسه مثل البنات وتبعده عن المجتمع الذّكوري لتجعله رقيقاً مثل البنات.

كما أنّه قد يكون هناك استعداد لدى شخصيّة الطّفل تجعله قابلاً لأن يكون شاذّاً جنسيّاً، فإذا كان الطّفل حسّاساً ويتميّز بالطّاعة الشّديدة، فإنّ هذا الطّفل يحتاج لمزيد من الحبّ والاحتواء، وإذا لم يحصل على ذلك فإنّه يكوّن صوراً سلبيّة ومشوّهة عن نفسه، تجعله عرضة لأن يصبح مثلي الجنس.

وقد تكون علاقة الطّفل بالمجتمع وشعوره بالرّفض وعدم القبول سبباً في انحرافه الجنسي.

كما أنّ هناك أسباب أخرى أسريّة هي:
1- تعرّض الطّفل لجرح من الأم:
هذا الجرح يؤدّي للشّعور بالرّفض وعدم القبول، ومن ثمّ لا تتطوّر الشّخصيّة الجنسيّة للطّفل، فالأب يساعد على نموّ الشّخصيّة الذّكوريّة للولد، والأم تساعد على نموّ الشّخصيّة الأنثويّة للبنت.
2- تعرّض الطّفل لجرح من الأب:
فبالنّسبة للأولاد تلعب الأم دوراً كبيراً في تكوين شخصيّتهم، فالأم المسيطرة وخاصّة إذا كانت شخصيّة الأب ضعيفة، تجعل الولد يتوحّد بها ويفقد ذكوريّته، كما أنّ الأم التي تكره الأب وتحقّر من شأنه أمام ابنها تجعله يكره الأب وبالتّالي يرفض شخصيّته الذّكوريّة التي يساهم الأب في تكوينها، سبب آخر أنّ الأم ذات الحبّ الخانق والتي تخاف على ابنها بشكل مفرط، تأخذ ابنها بعيداً عن والده وهو ما يؤدّي أيضاً لعدم تكوّن شخصيّة الطّفل الذّكوريّة.
3- الجرح من الأخوة:
فالطّفل الذي تظهر عليه بعض سمات الأنوثة، أو أن يكون ضعيف الجسم، أو وجود إعاقة جسديّة، فإنّه يتعرّض للإهانة الجسديّة وأحياناً النّفسيّة والجنسيّة، ولذلك تتكرّر عند المثليّين قصص تعرّضهم للإهانة والاعتداء من الأخوة.
4- الجرح من أقرانه:
دور الأقران مثل دور الأسرة في تأثيره على الشّخصيّة الذّكوريّة للطّفل، فبجانب أنّ الأقران لهم دور تعضيدي لشخصيّة الطّفل، إلّا أنّه عندما يلتحم الطّفل بشخصيّة أمّه وأخواته البنات، وينعزل عن شخصيّة أبيه، فإنّه يكون شديد الحساسيّة، فيميل إلى اللّعب مع البنات والانعزال عن الأولاد، ولا يحسب نفسه واحد منهم.
5- الاعتداء الجنسي.
إنّ نسبة المثليّين الذين تعرّضوا للاعتداء الجنسي في الطّفولة تعدّت ال 80 % وفقاً للعديد من الإحصائيّات.
هذه هي الأسباب الشّائعة التي تؤدّي للانحراف الجنسي، ولكن هل هناك أمل في الشّفاء من الشّذوذ؟

نعم، التّغيير ممكن
إن كنت تعاني من المثليّة الجنسيّة، ولا يعرف أحد من حولك هذا السّرّ، وإذا كنت تشعر بمدى كره المجتمع حولك للمثليّين وتخاف أن يفتضح أمرك، وإذا كنت تشعر أنّه لا يوجد أمل ولا يوجد علاج لك، فأشجّعك أن تخطو خطوة للأمام، إرفع رأسك من تحت الرّمال وواجه مشكلتك وسِرْ في طريق التّعافي لأنّه يوجد أمل في أن تصبح شخصاً طبيعيّاً، هناك أمل في أن تصبح حرّاً من المثليّة الجنسيّة.

وعليك أيضاً أن تعرف أنّ الله يقبلك ويحبّك ويشعر بك جيّداً، وأنّه يريد أن يحرّرك ويشفي نفسك.
نحن سنساعدك في سريّة تامّة، سنقدّم لك المشورة والتّعضيد النّفسي والرّوحي. وسنسير معك في طريق التّعافي والتّحرّر الكامل.

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads
دردشة
تم إغلاق هذه الدردشة

تحميل تطبيق "الإيمان والحياة"

Android
iPhone