search
burger-bars
Share

مذكرات داليا في الجامعة - 2عزيزتى منى ...

انتظرتُ ردَّكِ على رسالتي بلَهفةٍ طوال الشّهور الثّلاثة السّابقة قبل أن أعلم أنّك سافرتِ إلى الخارج ولم تتلقّي رسالتي إلّا من فترة وجيزة.

لقد أصابني ردَّكِ بصدمة شديدة!!

كنتُ أريدُ أن أشكو لكِ بعضاً من همّي ... لكنْ همّكِ أنتِ فاقَ كلّ توقّعاتي!!

ما هذا الهُراء عن تحوُّلكِ إلى المسيحيّة؟ أنتِ يا منى؟ لقد كنتِ مثالاً للإلتزام فكيفَ ينحرفُ بكِ الطّريق هكذا؟ ألا تعرفينَ منْ هُنَّ المسيحيّات؟

إنهُنَّ المُتبرِّجات اللّاتي يعبُدنَ ثلاثة آلهة ويتبادلنَ القُبَل مع أصدقاءهنَّ الذّكور في الكنيسة!

خبيثات هُنَّ كالحيّاتْ ... لكنْ كيف تَنطََلي (تنخَدِعي) أسالبَيهُنَّ عليكِ أنتِ ؟! صاحبة العقلِ الفَذِّ؟!

لا تفسير لديّ سوى أنّها نزوة طارئة من نزواتكِ الفكريّة الشّهيرة، ولسوفَ تتخلِّينَ عنها كما اعتدتِ أن تفعلي. ولحينِ ذلك .. فسوف أنسى ما قلتيهِ في ردّكِ ... ودعوَتكِ البَلهاء لي بأن أحذو حذوَكِ!

وكذلكَ لن ألتفتَ إلى الكُتيِّب السّخيف الذي أرسلتِيهِ ... وسأخاطبكَ كما اعتدتُ أن أفعل: كصديقتي الملتَزِمة العاقلة!

الآن استمعي إليّ ....

إنّ حاتم قد تغيّر!

لا أستطيع أن أشكو لسواكِ ، فلم أُخبرْ أحداً من أصدقائي وقطعاً أهلي ...

لم يعُدْ يُخبرني كم يُحبّني ...

ولم يعُدْ يتغزَّل بجمالي أو يمتَدِح أناقتي التي أقضي السّاعات في إعدادها من أجله!

حتى لقاءاتنا الحميمة لم تعُدْ كذلك!

لقد صار رتيباً ميكانيكيّاً متعجّلاً كأنّما يريد أن ينتهي بسرعة.

فعندما ينتهي من إشباع لذّته الخاصّة، يُلملِمُ ملابسه سريعاً ويخرج مُتعلّلاً بمشغوليّاته التي أعرف أنّها ليست كثيرة إلى هذا الحدّ!

لقد صرتُ أقضي أوقاتاً طويلةً وحدي، فلا أستطيع العودة إلى المنزل قبل الموعد الذي تعوَّدوه منّي وفي هذه الأوقات أفكّر ....

أفكّر فيما وصلتُ إليه و كيف أشعر حقّاً!

هل هذه هي الحياة التي تمنّيتُها؟!

منذ أيّام، عرضَ التّلفاز أحد الأفلام القديمة والذي تدور قصّته عن العبيد، كنتُ أحبُّ هذا الفيلم قبلاً .. أمّا الآن فقد صُدِمت!

إنّ منظرَ الجواري اللّاتي يُعرَضنَ في الأسواق، كي يُقلِّب فيهنَّ الرِّجال، ويختاروا منهنَّ من يشتهون، فيشتروهنَّ ويحملوهنَّ إلى المنزل كَمَن يشتري سَجّادة أو قطعة أثاث ... هذا المنظر أصابني بالهَلَع!

إذ ما الفرق بيني وبينهُنَّ؟

لن أخدع نفسي فأقول إنّي زوجة، فأنا لستُ كذلك!

الزّواج شراكة حياة، وأنا لا أشارك حاتم إلّا فراشه!

فماذا أعرف عن حاتم؟ عن خططه للمستقبل؟ عن عائلته أو أصدقائه؟!

وماذا يعرف هو عنّي؟ عمّا أريد وما لا أريد؟ ماذا يعرف عمّا يعجبني من الملابس أو الطّعام وما لايعجبني؟ وماذا يعرف عن إمكانيّاتي .. أو أحلامي ... أو الإسم الذي أحبّ أن أُطلِقَه على إبني؟

لا شيء!!

لقد اشتراني حاتم كما يشتري هؤلاء السّادة جواريهم!

اشتراني بمشاعر زائفة وكلام معسول عن حبّهِ لي وعن مستقبلنا السّعيد معاً، هذا المستقبل الذي لا أرى له دليلاً أو بادِرة!

ولئنْ أرادَ حاتم أن يُفرّغ طاقاتة المكبوتة .. فبإمكانه أنْ يفعل هذا بمفرده!

ولئنْ أردتُ أنا أن أُشبِعَ رغباتي الحميمة .. فلن أُسمّي هذا زواجاً!

إنّني ضائعة يا منى!

وكلَّما واجهتُ أُمّي، أُمّي الطيِّبة الحنونْ الطّاهرة .... أشعر أنّي خاطئة ... وأنّي نَجِسة .... ولا أستحقّ أن تُحبَّني أو تضمَّني إليها!

لو رأيتِني الآن يا منى لَمَا عَرَفتِني!

لقد ظهرتْ الهالات السّوداء تحت عينيّ، كما ازددتُ وزناً بشكلٍ ملحوظ ... ليس عن إقبالٍ على الطّعام، لكنّه تأثير حبوب منع الحَمْل اللّعينة!

ماذا أفعل؟

لو كانَ لديكِ ما تقترحينهِ فأنا في الإنتظار.

داليا غنيم

القاهرة في 1 نوفمبر

عزيزي القارىء .... انتظرنا في الأسبوع القادم لمعرفة المزيد عن علاقة داليا مع حاتم في الزّواج العرفي.

لقراءة الخطاب الأول أنقر هنا 

لقراءة الخطاب الثالث أنقر هنا

 

FacebookXYouTubeInstagramPinterestTiktokThreads