التاريخ القديم للمسيحية في تونس
بالرغم من كونها دولة عربية وغالبية مواطنيها هم مسلمون، غير أن للمسيحية جذورها التاريخية فيها...إنها تونس الدولة الواقعة في شمال افريقيا. وصلت المسيحية الى تونس ايام الحكم الروماني وتركت بصماتها النيرة من خلال كنائس ما زالت بعض آثارها موجودة حتى اليوم...ومن الآباء القديسين من أصل تونسي نذكرالقديس تاسكيوس كايسيليوس سيبريانوس المعرف بالقديس سيبريان...Thascius Caecilius Cyprianus) وهو كان أسقفاً على مدينة قرطاج في القرن الثالث الميلادي حوالي عام 249م....ولد في مدينة قرطاج من والدين من اصل امازيغي...وهو قد استشهد في سبيل المسيح في 14ايلول سبتمبر عام 258م. في مدينة قرطاج...أيضاً من آباء الكنيسة التونسيين المشهورين "ترتليانوس القرطاجي...ولا بد من الإشارة إلى أن القديس أغوسطينوس هو من تونس أيضاً، وكان له أثراً كبيراً في خدمة الكنيسة والايمان المسيحي...
التاريخ الحديث للمسيحية في تونس
أما في التاريخ الحديث، فقد عادت المسيحية بفعالية الى تونس خلال الحكم أو الانتداب الفرنسي لها، فشيد الفرنسيون كنائس كبيرة أهمها كاتدرائية St Vincent de Paul في تونس العاصمة...وبدأ المرسلون يتوافدون منذ بدايات القرن العشرين الى تونس من أجل ايصال رسالة الانجيل الى شعبها، فأسسوا مراكز خدماتية وتعليمية وطبية مظهرين محبة المسيح ونوره في حياتهم فكانت اعمالهم الخيرة الرسالة المرئية للانجيل كلمة الله...وبالرغم من تواجدهم التاريخي في تونس، فهذا لم يمنع ان يتعرضوا لأنواع شتى من المصاعب عبر التاريخ القديم والتاريخ الحديث على حد سواء، فهذه المصاعب أدت الى تناقص عددهم بسبب الهجرة، فبعد ان كانوا يشكلون مئات الألوف، صارت اعدادهم لا تتجاوز عشرات الألوف في ايامنا الحاضرة (ما بين سبعين الى تسعين الفاً)...ولكن مما لا شك فيه ان أعداداً لا بأس بها من التونسيين آمنوا بالمسيح فأسسوا كنائسهم الخاصة بهم...واعدادهم الى ارتفاع كل يوم...
شهادات من تونس
-هذه بعض شهادات من تونسين آمنوا بالمسيح ربا وفاديا ومخلصا لحياتهم، وتجدر الملاحظة ان هذه الشهادات منقولة عن مجلة عربية، افتتحت المقالة بهذه المقدمة:
"أساتذة تعليم ثانوي وعال، معلمّون وباحثون وطلبة، موظفون في مؤسسات اواعلاميون: هذه أهم فئات المسيحيين من التونسيين الذين تجدهم عشية السبت وصبيحة الأحد في الكنيسة الانجيلية في تونس العاصمة. قرابة 20 تونسيا جاؤوا هنا ليصلوا للمسيح الذي «فتح لهم ذراعيه» منذ وقت غير بعيد. سحرتهم هذه الديانة فأبعدتهم عن اسلامهم ليعيشوا أجواء الصلاة على أنغام وموسيقى وكلمات ترددت في أرجاء الكنيسة فزادت أيديهم تشابكا وكانوا «أقرب بها إلى اللّه من أجواء الخشوع التامّ في صلاة الاسلام» حسب تعبير بعضهم."...
ثم عرض الكاتب مجموعة من الشهادات نذكر منها:
- يعمل موظفاً في إحدى الوزارات، مسيحي تونسي اعتنق هذه الدّيانة حسب قوله منذ سنة 2000 وتزوّج داخل الكنيسة بزوجة تونسيّة دخلت معه دين المسيح فأثمر زواجهما رضيعة اسمها «شهد» عمرها اليوم شهر و20 يوما أتيا بها إلى الكنيسة ليباركها المسيح.
- رشيد (ر) فهو مدرّس بإحدى المدارس الاعدادية الخاصّة قام هو الآخر بتقديم وصلات موسيقية وذكّر الحاضرين بقيم التسامح والمحبة في الديانة المسيحية. «رشيد (ر)» متزوّج هو الاخر بتونسية تنصّرت منذ سنوات وله ابن وهو يتحدّث عن تجربته فيقول: «أنا من عائلة محافظة جدّا متشبعة بالاسلام، وكنت أمارس واجباتي الدينية من صلاة وصيام وصدقة على أحسن وجه...
- سلامة (م) هو الآن بصدد تحضير رسالة الدكتوراه في القانون. دخل المسيحية منذ سنوات بعد أن آمن أنّ ما يقوم به من صلاة يعدّ عنده «ممارسة للرياضة دون روح أو خشوع...»!!! أكثر ما يقلق سلامةهو الفكر العربي الذي ينظر إلى المسيحية نظرة مغلوطة انطلاقا من أنها السبب في الحروب الصليبية وهو يوضّح في هذا السياق: «لم يكن للحروب الصليبية خلفية دينية...
في الختام نرفع صلاة لله ربنا ان يبارك الشعب التونسي ويفتح عيون الناس على نور المسيح...