النَّدَم والأسف والتّوبة هي من التّعابير غير المحبَّبة لكثيرٍ من النّاس على مرّ العصور. هل تجد نفسك تعاني من ثورة داخليّة تشعر فيها بالضّيق والألم والأسف والنّدم؟. أحياناً يشعر الإنسان منّا بكلّ هذه المشاعر مختلطة معاً، فيشعر بجفاف حياته وكأنّها أصبحت بلا معنى، وكأنّه يعيش في "صحراءٍ" معنويةٍ قاسية.
بعض النّاس يُغالِطون!
يُغالِطون لأنّهم يستمرّون في التّخبُّط في "صحراء حياتهم" دون اتّخاذِ قرارٍ بالانتصار على هذه الصّحراء، فيبقون في حالة عدم الرّضا والبؤس، وفي حياة الألم الذي يزيد مع الأيّام. وتزداد مع المغالطة حيرة صاحبها وهو يحاول في تخبُّطه أن يجد ما يُشبِع نفسه العطشى، فيجرّب كلّ مجال من مجالات المتعة غير البريئة واللهو، مختلطة بالشّرّ والإثم والقسوة والجريمة. إنّ كلّ ما نقرأه ونسمع عنه من جرائم، جاء نتيجة هذه المغالطة التي بدأت بالشّعور الدّاخلي بعدم الرّاحة في داخل الإنسان نتيجة ارتكابه خطأً ما عكّر علاقته بضميره وبالله وبالنّاس، لكنّه بدلاً من الاعتراف بخطئه، تكبَّرَ وغالَطَ واستمر في ارتكابه سلسلةً من الأخطاء والتّعدّيات والخطايا بالفكر أو بالفعل، وكلّها تزيد من ألمه وعدم راحته. والحلّ الوحيد هو الدّخول في رحاب الرّاحة، وهذا لا يمكن أن يتمّ إلّا باختبار الظّاهرة البشريّة الفريدة وهي:
التوبة والاعتراف بالخطأ لله وطلب غفرانه، والتّوجُّه للشّخص الذي ارتُكِبَ الخطأ بحقّه وطلب صفحه أي غفرانه. والتّوبة كما عرفها البشر عبر القرون والسّنين والأيّام هي حقيقة بشريّة فريدة يختبرها الإنسان في موقفِ صدقٍ مع نفسه ومع الله ومع الآخرين. وهذه الحقيقة مرتبطة بالطّبيعة البشريّة الأساسيّة والثّورة الدّاخليّة لعدم رضا الإنسان عمّا ارتكب واقترف من ذنوب وخطايا. وتبدأ التّوبة بتغييرٍ عميقٍ في كيفيّة رؤيتك للحقيقة. وهو عملٌ عظيمٌ يدلّ على صدقك مع نفسك ومع الله ومع الآخرين، ويحرّك إرادتك وعقلك ومشاعرك وكلّ كيانك للتّوجُّه إلى الله الحقيقي وحده، والاعتراف له بالإثم وطلب مغفرته والتّوجُّه أيضاً لمن أسأتَ إليه من البشر وطلب صفحه أي غفرانه. عندها ستشعر بالرّاحة وتصبح خليقةً جديدةً بعمل الله المُحِبّ الباذل، وهذا هو التّغيير الأساسي الصّحيح لضمان الأمل والرّجاء في حياتك.
إذا كان لديك عزيزي القارىء أيّة مشكلة تحبّ أن تشاركنا بها، وتحبّ أن نصلّي لأجلك .. اتّصل بنا