الاختبار الثالث - تجديد الذّهن
رومية 12: 2 "ولا تُشاكِلوا هذا الدّهر. بل تغيّروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصّالحة المَرْضِيّة الكاملة" |
|
لن نقدر أن نغلب مثل المسيح إلاّ عندما نفكّر مثله. فور أن نضع الرّبّ على عرش حياتنا سيلزمنا اتّخاذ الخطوة التالية بقبول ذهن المسيح. فَهِمَ الرّبّ الصليب داخل إطار الملكوت ممّا حقّق النّصر. نحتاج كمؤمنين أن ننظر إلى الاضطهادات والصّعوبات والمِحَنْ من خلال عدسات المسيح. فور أن نحسب النّفَقة ونموت عن احتياجاتنا الأنانية سنجد أنفسنا أمام الخطوة الثالثة: تجديد الذّهن. لا بدّ أن ننظر إلى الأشياء بطريقة مختلفة. سِرّ احتمال الشدائد يكمن في النظر إلى الضيقات من نافذة الصليب. من الضروري أن نجدّد أذهاننا لنوجّه قلوبنا التوجيه الصحيح. كانت "جاكي بولينجر" مُرسَلَة تخدم بين مدمني المخدرات بهونغ كونغ. قالت ذات يوم: "مبدأ الإنجيل هو: يجلب الإنجيل دائماً الحياة للمُتَلَقّي والموت للمُعطي. لو كان الإنجيل جلب الموت ليسوع المسيح فلماذا نظنّ أن الكرازة بالإنجيل ستختلف معنا؟" السّرّ إذن لحياة الانتصار وسط الشدائد هو مجموعة جديدة من المبادىء. يتوقّف خلاصنا على تجديد قلوبنا، وانتعاشنا الروحي يتوقّف على تجديد أذهاننا. لا بدّ أن نرى الصليب كمصدر وكنتيجة لخلاصنا على حدّ سواء. أخطر عدو للذّهن المتجدّد هو مُشاكَلَة العالم، لكن عندما تتجدّد قلوبنا تصير أذهاننا سماوية: ننظر للألم كما ينظر الرّبّ إليه ونتجاوب معه كما تجاوب الرّبّ معه. |
|
كنّا نعلم ونحن جالسون مع د. "عاطف" أنّنا في محضر رجل سافر هذه الرحلة الطويلة. لقد أدرك معنى أن يعيش حياةً تنازل فيها عن كل شيء. لم يَعُدْ هناك مكاناً للذّات في حياته، كما اختبر التجديد في أسلوب حياته وذهنه وسلوكه. سألناه سؤالاً واحداً كان يلحّ علينا: "ماذا يقول الله للكنيسة في مصر من خلال الصعوبات والاضطهادات؟" وجاءت الإجابة على الفور: "الله يقود عروسه إلى مستوى أعلى من الإدراك والتمييز". فطلبنا منه أن يفسّر كلامه. فجاء الرد بكل بساطة: "كثير من المؤمنين يكتفون بمجرد التمييز بين الخير والشر كما جاء في عبرانيّين 5: 14. لكن في فيلبّي 1: 9 يحرّضنا على التمييز والفهم أكثر فأكثر. إنّنا مدعوّون إلى أن نكون مُفكِّري الملكوت وواضعين الأبدية على بالنا. من اللازم أن ندخل إلى مستوى أعمق من الفهم والإدراك". |
|
"رحلة الاستكشاف لا تعني فقط أن تبحث عن مناظر طبيعية جديدة بل أن يكون لديك عيون جديدة" مارسيل بروست |
|
يا ربّ، أنت تعرف أفكاري وفكر قلبي. تعرف مخاوفي وهمومي، ساعدني. أنا أصلّي أن أنظر من خلال عدساتك وأن أفتكر أفكارك، خاصة في أوقات الشدة والضيق. |