عندما تأتي احتياجاتنا الماديّة في المرتبة الثّانية بعد الرّوحيّة عندها فقط يمكننا أن نصبح مكتفين وراضين. فالقناعة أمر لا يمكن الاستغناء عنه في رحلة الإيمان لضمان سَير الرّحلة.
القناعة والثّقة مثل توأم يشكّلان رِباطاً لا ينفكّ ويجلبان الحياة حين يكونان معاً. والثقة هي الإيمان والتّسليم الثّابت لله والقناعة بطُرُقه. كشجرة تمدّ أصولها في مصدر الحياة، الله.
الثّمر الذي يجب أن نمتلىء به هو البِرّ والقداسة اللذان يمجّدان الآب. وهما الثّمر الذي يرضي الله ويجلبان لنا الفرح بذلك. ولكي نأتي بالثّمر لا بدّ أن نثبت في المسيح.
عمليّة توليد رؤيا جديدة ـ وفقًا للكتاب المقدّس ـ تركّز دائماً على اسم الله حتّى يتمجّد، وملكوت الله حتّى يأتي، ومشيئة الله حتّى تتمّ. الرّؤيا تحيط نفسها بمجد الله، فقط لا غير.
القداسة ليست أعمالاً بل حياةً. هي أصدق أشكال التّلمذة وبالتّالي تتطلّب أن "ننفصل" عن العالم، بأن تكون أفكارنا مقدّسة، عملنا مُقدَّساً، شهوة قلوبنا أن نحبّ يُمجِّد إلهنا.
أكثر شيء يحتاج إليه المسافر هو الفهم والتّمييز لضمان سير الرّحلة. والتّمييز الصّحيح هو أن نجعل حياتنا مُتماشِية مع المقاصد الإلهيّة، بالتّمييز الدّائم بين احتياجاتنا الحقيقيّة ورغباتنا الشّخصيّة.
تجميل إنسان القلب الخفي هو الزّينة الرّئيسيّة للحياة المسيحيّة وعلى الأخصّ الرّوح الوديع الهادىء. فالوداعة هي سلوك وأعمال المسافر النّاضج. إنّها مزيج من التّواضع والانكسار والمحبّة والسّلام.